هويدا الحسن.. مشاكسة مصرية تنتصر للمرأة وتفرض موهبتها على الساحة الفنية العربية "حوار"

هويدا الحسن.. مشاكسة مصرية تنتصر للمرأة وتفرض موهبتها على الساحة الفنية العربية  "حوار"

 

مناصرتي لقضايا المرأة محاولة لتحقيق العدالة والمساواة والقضاء على الذكورية التي ظلمت المرأة لعقود طويلة

للإسلام نسخة مشوهة يختلقها المتطرفون الذين يزعمون التقرب إلى الله بالقتل والتخريب وخلط الدين بالسياسة 

من الضروري إعادة النظر في قوانين الميراث الخاصة بالمرأة لكونها لم تعد تناسب الأوضاع الاجتماعية في عصرنا الحالي

"من شارع الهرم إلى" الأكثر إثارة للجدل من بين ما عُرض في رمضان هذا العام

أحلم بنيل المرأة حقها من التعليم وحرية الإرادة وأن تتحرر من أعباء الفكر الذكوري الذي قهرها 

 

بملامحها الرقيقة وحضورها الجذاب، استطاعت الفنانة المصرية هويدا الحسن، العبور لقلوب الجماهير، ومكَّنتها موهبتها وما تمتلكه من أبعاد تراجيدية عميقة، وتنوع في الأداء من فرض موهبتها على الساحة الفنية العربية، في وقت تميل فيه كثير من الممثلات إلى النمطية.  

وهويدا ممثلة وكاتبة مصرية، من مواليد الثمانينيات، عملت في مجالات عديدة في التمثيل والكتابة والتأليف وهي من المشاركين في ثورة 25 يناير عام 2011، حاصلة على شهادة تمثيل وإخراج من «المعهد العالي للفنون المسرحية، وليسانس الآداب قسم علوم المسرح شعبة تمثيل وإخراج، ودبلوم دراسات عليا من المعهد العالي للنقد الفني شعبة نقد، وعضو عامل بنقابة المهن التمثيلية، وممثلة معتمدة في الإذاعة المصرية.

شاركت في عدد من الأعمال المسرحية أهمها "حواديت التحرير، البهلونات، أبو الفوارس، جزيرة العجائب، القلم المغرور"، كما شاركت في العديد من الأفلام الروائية القصيرة أهمها "اللعبة، يا عصفور النيل" ومن الأفلام التسجيلية"روزاليوسف"، ومن أعمالها الدرامية "الجانب الآخر من الشاطئ، حبر العيون، طماشة، زمن طناف، الميراث" وآخرها "من شارع الهرم إلى".

ولقد تطورت هويدا الحسن من أدوار الفتاة الظريفة الخفيفة، إلى أدوار المرأة الناضجة، بحيث صارت قادرة على أداء أي دور درامي، مهما تكن أبعاده وهذا ما حدث في رمضان 2022، حيث قدمت دور امرأة خمسينية رغم ملامحها البريئة التي تعطيها صغر العمر.

بالتوازي مع تألقها الفني، تميزت هويدا بقلم ينتقد وبحدة انتهاكات ترتكب بحق المرأة، أو أفكاراً مغلوطة يروجها البعض عن الدين أو باسمه، حتى إن البعض لقبها بـ"الجميلة المشاكسة"، وبهذا الخلطة الإنسانية والثورية والفنية تمتلك هويدا ما يجعلها تحيا فنيًا وإنسانيًا.

«جسور بوست» حاورت النجمة الشابة عن مساندتها للمرأة ومسيرتها الفنية، ونقدها الدائم للتطرف والمتطرفين.

أصبحتِ وجهًا ينتظره الجمهور كل عام خاصة بعد تجربة "الميراث"، كيف ترين دورك فيه وما الذي أضافه لشخصيتك الفنية ورصيدك لدى الجمهور؟

لمسلسل الميراث فضل، حيث عرَّف الجمهور الخليجي بي على نطاق واسع، خاصة الجمهور الذي ارتبط سابقًا بشخصيات المسلسل منذ بداية عرضه، لقد قدمت دورًا مميزًا أحبه الجمهور للدرجة التي معها التصق بي اسمي في المسلسل "خديجة"، لذا أعتبر دوري في “الميراث” إضافة كبيرة في مشواري الفني، كونه الدور الذي قدمته على مدار ثلاث مواسم، وعشت تفاصيله الحياتية لفترة طويلة.

ماذا عن آخر أعمالك الذي عرض هذا العام؟

مسلسل "من شارع الهرم إلى"، وهو المسلسل الأكثر إثارة للجدل من بين كل ما عرض في رمضان على القنوات العربية لهذا العام.

قمت مؤخرًا بدور امرأة خمسينية، ألم تخافي أن يضعك ذلك في خانة معينة لا ترغبها الممثلات عادة؟

 -بالطبع ترددت في قبول دور من المفترض أن يكون لامرأة في نهايات الأربعينيات وبداية الخمسينيات، وقد رفضت الدور عدة مرات وحصل اعتراض من بعض القائمين على العمل لإسناد الدور إليَّ، كون شكلي أصغر كثيرًا مما يتطلبه الدور ولكن مع تمسك المخرج السوري الكبير بتقديمي للدور قبلت، ولم يركز المخرج على الخلفية التاريخية للشخصية وعلاقتها بالبطلة، لتفادي مشكلة العمر رغم محاولات تكبير ملامحي بالمكياج، لذا احتار الجمهور في تحديد هوية شخصية ناهد التي قمت بها وتحديد علاقتها بكريما، وقد ذهب أغلب الجمهور إلى أن ناهد هي إبنة الممرضة التي أخذت كريما من مشفى السجن مما يفسر تقاربهما في العمر. 

ما معايير اختيارك للأدوار؟ وهل هناك دور محدد ترغبين في تقديمه؟

-أهم ما يلفت انتباهي للدور في الأعمال التي تعرض علي هو كونه مؤثرا في الأحداث أم لا بغض النظر عن مساحة الدور، وتجذبني الأدوار التي لا تشبه شخصيتي في الواقع وأراها تحديا لإمكانيات الممثل، وأتمنى تقديم أعمال فنية للأطفال. 

يصفك البعض بالجميلة المشاكسة، هل يرجع ذلك إلى تبنيك أفكارًا ثورية ومناصرتك للمرأة؟

-أنا ابنة ثورة يناير بكل ما تحمله من أحلام وشعارات وكل ما تعرضت له من إخفاقات، وستظل مشاركتي فيها نقطة تحول كبرى في حياتي وأفكاري، بالطبع أنا أتحدث عن ثورة الشباب الحالم بالقضاء على الفساد وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، قبل انقضاض الإخوان المسلمين على الثورة والاستيلاء عليها وتشويهها، أما مناصرتي لقضايا المرأة فيمكن أن نعتبره نوعا من محاولة تحقيق العدالة والمساواة والقضاء على الذكورية التي تغذت على عادات وتقاليد ظلمت المرأة لعقود طويلة، وقد آن الأوان لتتحرر المرأة من تلك القيود. 

دائمة التنديد بما تسمينه بـ"النسخة المشوهة للإسلام".. فماذا تقصدين؟ وما هي النسخة الصحيحة منه؟

النسخة المشوهة للإسلام هي النسخة التي يتبناها المتطرفون الذين يعتقدون أن التقرب إلى الله من الممكن أن يتم من خلال القتل والتفجير والتخريب، تلك النسخة التي تخلط الدين بالسياسة بهدف إقامة دولة خلافة يمارسون فيها طغيانهم بالسلب والنهب والقتل وفرض نمط حياة بدائي على المسلمين، أما النسخة الصحيحة من الإسلام فهي نفسها النسخة الصحيحة من كل الديانات التي عرفها الإنسان عبر التاريخ والتي تهدف إلى إحلال السلام والمحبة وتحقيق العدل والمساواة، فالمنطق والفطرة السليمة يؤكدان أن الله لم يخلقنا لنتقاتل فيما بيننا ولم يرسل لنا رسله لنتناحر ونصبح أعداء، الرسالات جاءت لإرساء قيم المحبة والتآخي وليس للقتال.

هل نحتاج إلى إعادة نظر في قانون ميراث الإناث في مجتمعاتنا العربية؟

 -أعتقد أن من الضروري إعادة النظر في ما يخص قوانين الميراث الخاصة بالمرأة، نظرا لكونها لم تعد تناسب الأوضاع الاجتماعية في عصرنا الحالي، خاصة مع ازدياد أعداد النساء المعيلات بشكل كبير واللاتي يعانين من ظروف مادية قاسية، لذا من الضروري إعادة النظر في تلك التشريعات بما يتناسب مع طبيعة العصر الحالي. 

ما الذي تحلمين به للمرأة العربية؟

أحلم أن تنال المرأة العربية حظاً وافراً من التعليم والثقافة وحرية الإرادة وأن تتحرر من أعباء الفكر الذكوري الذي تسبب في قهرها نفسيا وجسديا واجتماعيا وانتقص من قيمتها الإنسانية وقدراتها العقلية والذهنية وحصرها في دور التابع الخانع للرجل. 

عشتِ بمصر والإمارات، وطفتِ بدول عديدة أوروبية وغيرها.. ما الذي أضافته التجربة إلى شخصية هويدا الحسن فنيًا وإنسانيًا؟

عشت بمصر والإمارات والكويت وسافرت إلى عدة دول أوربية وآسيوية، للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة وعاداتهم وتقاليدهم وأكلاتهم وتاريخهم، السفر وتنوع ثقافات البشر الذين قابلتهم وتعاملت معهم في حياتي علمني درسا هاما، وهو أهمية تقبل الآخر واحترام ثقافته وعاداته وتقاليده ومعتقداته واحترام الاختلاف وتفهمه، السفر يشبه كثيرا القراءة، الفرق أن في القراءة تتعرفين على العالم من حولك بعيون الكاتب أما السفر فيجعلك تتعرفين على العالم بعيونك أنت، ودائما ما أقول إذا لم يغير السفر وتعرفك على ثقافات الآخرين من أفكارك وقناعاتك عن العالم والعلاقات ونظرتك للأمور المختلفة، والتي قد تكون كونتها خلال نشأتك من ثقافة بيئتك المحدودة، فإنك لم تتعلم شيئا، فالسفر يجعلك تنظر على العالم من حولك من زاوية أكثر اتساعا من الزاوية الضيقة التي اعتدت رؤيته من خلالها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية